خبر صغير بريء مكتوب بفونت متوسط على شمال الصفحة المشئومة (حوادث وقضايا) بيقول " فصل مدرس هتك عرض تلميذاته " !
المحكمة التأديبية قضت بفصل المدرس اللي هتك عرض 5 من تلميذاته اللي لسة في الابتدائية أثناء ما كان بيديهم دروس خصوصية وبصراحة معرفش أضحك ولا أعيط لكن أعتقد اللطم رد فعل مش بطال مبدأياً!
و مش قادرة أتخلص من حالة الذهول لحد دوقتي لعدة أسباب:
أولاً المفروض دول أطفال ياعالم لسة ميعرفوش حاجة لسة بمنتهى البراءة اللي ربنا خلقهم بيها أفهم أنا بقى المدرس الحيوان ده ايه مبرراته المقنعة في إنه يعمل كدة؟
ثانياً إن المدرس ده (الحيون برضو) المفروض إنه يكون أبوهم أو أخوهم الكبير والمفروض إنهم في حمايته طول ما هما معاه لكن واضح إنه استباح كل حاجة وقرر يكون حاميها حراميها باعتبار إن هو ده المبدأ اللي البلد كلها بتطبقه حالياً و تقريباً ده المبدأ الوحيد اللي بلدنا بتطبقه بضمير متفاني بجد!
ثالثاً وهو الأدهى إن المدرس(خلاص عرفنا صفته دوقتي) اتقدم لمحكمة تأديبية!! على أساس إنه مثلا داس على رجل الناظر أو نسي يدي كشكول التحضير للموجه(يانهار إسود!!) يعني يهتك عرض خمس بناااااااات و يضيع مستقبلهم وبراءتهم ويدمرهم نفسياً ويبوظ حياتهم بالكامل والمصيبة إنه يرتكب جريمته البشعة دي خمس مرات وعادي احنا زي الفل مجرد نقدمه لمحكمة تأديبية!! مش جنح ولا جنايات(يستاهلها وأكتر) لأ محكمة تأديبية بمعنى أدق دم خمس بنات مش مهم للدرجة عند الوزارة وعند الحكومة بالتبعية!
رابعاً وأخيراً قرار الفصل اللي هو من نوعية إن الوزارة قالت للمدرس انت وحش وشرير واحنا زعلانين منك ومش هنكلمك تاني يلا امشي بقى روح اعمل اللي انت عايزه في ناس تانين!واحد زي ده المفروض بدون أي مبالغة يترجم لحد ما يموت أو يتعدم، إذا كنا بنرضى بحكم المحكمة بسبع سنين و أكتر في حالات هتك العرض للكبار ما بالنا بالأطفال أعتقد ده يستحق يتشنق خمس مرات!
وعشان ما بقاش ظالمة ومفترية مش هطالب بإعدام وزير التربية والتعليم في ميدان عام ولا هطالب حتى بالحكم عليه 25 سنة مؤبد بسبب جرايمه ابتداءً ب(آية) صاحبة موضوع التعبير إياه مروراً ب(أميرة) ضحية موكب سيادته وانتهاءً بالخمس بنات دول لكن كل اللي اقدر أطلبه من السيد الوزير وأترجاه فيه إنه يخلي عنده شوية دم ويستقيل وربنا يعوض علينا في جيل بحاله!
بداية،أنا مش من بتوع جمعيات المرأة،ولا فيمنيست،ولا ليا أي اهتمام بحاجة سخيفة زي المجلس القومي للمرأة لأنه ملوش دور أولاً ولأن معظم اللي فيه ميعرفوش بجد يعني إيه ست مصرية .الموضوع هنا يبدأ بسؤال:ـ
كم مرة سمعت واحدة ست بتصرخ أو بتتضرب؟
بتحصل كتير تبقى قاعد في أمان ربنا وتلاقي زعيق وصرخات وشتايم وواحدة بتصوت علشان جوزها بيضربها،الأمر ممكن ميهمكش إلا في إنهم عاملين لك إزعاج،إنما هل فكرت في مشاعر اللي بتتضرب؟في وشها وجسمها اللي بيتملي رضوض وكدمات؟في الأولاد اللي غالبا بيتفرجوا على المأساة والفضيحة دي ونفسياتهم؟
نقطة عايزة أرجع فيها لأول جملة قلتها هنا،أنا مش بتحامل على الرجل بشكل عام،ولا بقول إنه همجي وما إلى ذلك،عارفة كويس أوي إن ضرب الزوج لزوجته معروف في الدين،وكمان عارفة إن الضرورة ممكن جداً تحكم بأن الزوجة تتضرب،زي بالظبط ما بتوجه أولادك أحياناً بالعقاب عن طريق الضرب،إنما أنا بتكلم هنا مش عن عقاب بسيط،إنما عن الضرب المبرح لدرجة تعريض الزوجة للخطر من كافة النواحي ـ
الدراسات بتقول إن في مصر امرأة واحدة من بين ثلاث نساء تتعرض للعنف من قِبل الرجل، وإن أكتر من 40% من السيدات المتزوجات بيتعرضن للضرب من أزواجهم يومياً حتى في بلاد متقدمة زي الولايات المتحدة وغيرها،طب ليه وعشان ايه؟
الرسول –عليه الصلاة والسلام-قال"رفقاً بالقوارير"،المرأة عامة أضعف من الرجل سواء جسدياً أو نفسياً،لكن ده مش مبرر على الإطلاق إن كل راجل شايف نفسه قوي انه يفتري على مراته بالضرب وبطريقة وحشية زي اللي بنشوفها دلوقتي.
لما سألت بعض السيدات المتزوجات عن موضوع الضرب اتفاجأت بردود غريبة،واحدة تقولي أصل المفروض الست لو شايفة جوزها راجع تعبان او متنرفز متتكلمش معاه،والتانية تقولي حقه يضربها ماهي مراته(!!!)أما التالتة فجاوبتني بأنها شخصيا اتضربت كتير لكن لانها ملهاش حد فحقها مبيجيلهاش واستحالة هتروح القسم تبلغ عن أبو عيالها إنه بيضربها!!!
ده نموذج من الستات،طبعا مش كلهم كدة،انا بس بعرض جانب من أراء بعضهن،ويبدو ان الجانب ده بالصدفة طلع جانب خاضع وقابل يتعامل معاملة شبه معاملة الجواري كدة!
الست الأولى بتفترض ان عصبية الرجل تمنح له الحق انه يفتري ويضرب ويبهدل الدنيا، مين قال كدة بقى ان شاء الله؟عصبية الواحد مهما بلغت لا يمكن تبرر له وحشيته في الضرب ده غير ان معظم الستات دلوقتي بتشتغل وبترجع تعبانة من الشغل زيها زي الراجل بل هي بتتهلك في البيت بعد الشغل بينما هو لأ،مين يتعصب أكتر؟مين عليه هموم أكتر؟مين بيستحمل اكتر؟!
المثال التاني لست واضح انها اتربت على ان كلمة ذكر في البطاقة معناها ان من حقوقه انه يضربها مهما وصلت درجة الضرب وزي ماهو عايز ولأهون سبب،دي ملهاش كلام عندي بصراحة غير اني اقول للصنف اللي بيفكر بالطريقة دي:تستاهلوا اللي بيجرالكوا!
أما المثال التالت فده مشكلة في حد ذاته،عاصرت بنفسي حالات لأزواج أول ما بيعرفوا ان الزوجة ملهاش حد غيره ولا ليها ضهر فبيفتري براحته اوي،يضربها يشتمها يطردها براحته بقى هو عارف ان محدش هيقف له في الآخر،وفي نفس الوقت الست هنا برضو عليها عامل كبير لأنها خضعت من البداية وقبلت تعيش كدة،لكنها في النهاية-ككل ست-مش حابة تخرب بيتها بايديها وتحصل على لقب"مطلقة"اللي هو اصلا وصمة عار ليها في المجتمع الحلو بتاعنا دلوقتي،برجع واقول ده مش مبرر في النهاية!
لكن ادام كل راجل محترم فيه عشرة عايزين الحرق،ومش بس بيأثروا على نفسية زوجاتهم اللي بتكون اتدمرت في النهاية وانما بيقتلوا أولادهم،المواقف اللي زي دي عمرها ما بتتمسح من تاريخ حياتهم ولا ذكرياتهم،نفسياتهم في الأخر بتبقى مشوهة بالظبط زي جسم الزوجة بعد الضرب المبرح من زوجها،ده اذا غضذنا النظر عن الحالات اللي بتوصل للاقسام ومحاضر البوليس والمحاكم والفضايح إلى آخره.
في حالة-وكلامي هنا للرجال بصفة خاصة-لو الخلافات بينكم كتيرة وكبيرة، فالمعروف هو أحسن حاجة،مش كل ما تتعصب تضربها،ممكن تسيبها لحد ما تهدوا انتوا الاتنين،أما لو المعاشرة أصبحت مستحيلة بينك وبين زوجتك فالطلاق موجود في النهاية كحل أخير،وياريت متنساش ان"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
آسفة على الإطالة،ربنا يدي اللي هيقرا الصبر بقى